الوصول الثامن للسلة السورية إلى كأس آسيا.. حصاد المشاركات السبع

حققت السلة السورية إنجازًا هامًا تمثّل بوصول رجالها إلى نهائيات كأس آسيا، والمزمع عقدها الصيف القادم في السعودية.

تأهُّل المنتخب السوري لكرة السلة إلى النهائيات جاء بصعوبة بالغة، حيث حقق العلامة في النافذة الثالثة المؤهلة لكأس آسيا 2025، بعد فوزين متتاليين على الإمارات والبحرين، ليضمن التأهل مباشرة إلى المسابقة القارية.

طريق سوريا نحو النهائيات الآسيوية

لم يكن طريق المنتخب السوري معبدًا نحو النهائيات، فقد وضعته القرعة أمام منتخبات لبنان والإمارات والبحرين، وعلى كل فريق أن يلعب مع كل واحد مباراتين، وفق ثلاث نوافذ من التصفيات، تضم كل واحدة مباراتين، بمجموع ست مباريات لكل فريق، وبالمحصلة يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني في المجموعة إلى النهائيات بشكل مباشر.

لم يخرج المنتخب السوري سوى بانتصار واحد من النافذتين الأولى والثانية، والتي تضمنت أربع مواجهات، فخسر أمام لبنان مرتين، والبحرين مرة، وفاز على الإمارات، ليدخل النافذة الأخيرة وعينه على الفوز أمام الإمارات والبحرين، وهو السبيل الوحيد كي يصل إلى نهائيات كأس آسيا.

لكن الكثير من الأمور تغيرت ما بين النافذتين الثانية والثالثة من التصفيات، فسوريا تحررت من نظام الأسد، ومثله مثل البلاد، لم يعد المنتخب السوري يرتبط باسم الأسد، فلاقى مؤازرة جماهيرية عالية، لأنه صار فعليًا ممثلًا للشعب السوري.

إلا أن هذا الجانب المعنوي لا يكون كافيًا في التصفيات، فهنالك فوارق هائلة بين السوريين ونظرائهم البحرينيين والإماراتيين، من ناحية التحضير، ومع ذلك لم يرفع المدرب السوري هيثم جميل الراية البيضاء، والذي استلم تدريب المنتخب قبل أسابيع فقط من بداية التصفيات.

نجح المنتخب السوري في التألّق أمام المنتخب الإماراتي، وغلبه بفارق وصل إلى 25 نقطة، وبواقع 86، 61، لتتجه الأنظار أمسية الإثنين الماضي إلى صالة نادي الغرافة في الدوحة، والتي احتضنت المواجهة الختامية من التصفيات بين المنتخبين السوري والبحريني.

مثّل هذا اللقاء مباراة نهائية لكلا الطرفين، فالفائز فيها سيضمن العبور إلى النهائيات الآسيوية، وأكثر الترشيحات مالت نحو المنتخب البحريني، والذي يدربه اللبناني المتألق جاد الحاج، وهو الذي قاد لبنان إلى نهائيات كأس العالم 2023، وكان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالنسخة السابقة من كأس آسيا 2022، والتي خسرتها لبنان أمام أستراليا بفارق سلة واحدة فقط. زد على ذلك أن المنتخب السوري لم يسبق له أن فاز على البحرين في آخر ثلاث مواجهات، وبالنسبة لأكثر المحايدين، لو خسرت البحرين، سيمثّل ذلك أحد أكبر مفاجآت التصفيات، فما بالك لو كان المنافس هو المنتخب السوري ضعيف التحضير، والذي قدم أداءً ليس بالجيد في النافذتين الأولى والثانية من التصفيات.

المنتخب السوري صدم البحرينيين منذ البداية، وكان الأفضل في معظم مجريات اللقاء، فنجح في إنهاء الربع الأول لصالحه، بنتيجة 24-15. ورغم محاولة البحرين تقليص الفارق، حافظ منتخب سوريا على تفوقه في الربع الثاني لينهي الشوط الأول متقدماً 46-40. 

وفي الربع الثالث، حافظت سوريا على تقدما بفارق سبع نقاط، وبواقع 67-60، وبلغت الإثارة ذروتها في الربع الأخير، فقبل ثلاث دقائق من النهاية وصل الفارق إلى 11 نقطة لصالح السوريين، بيد أن البحرينيين انتفضوا، وكانوا قريبين من إحراز التعادل، لكن اللقاء حُسم لصالح كتيبة هيثم جميل بفارق سلة واحدة، وبواقع 89-87، لتتحقق المعجزة، وتبلغ سوريا نهائيات كأس آسيا 2025، على حساب منتخب البحرين القوي.

تاريخ موجز

لن تكون مشاركة سوريا في كأس آسيا لكرة السلة 2025 هي الأولى، إذ سبق ولعب المنتخب السوري في النهائيات في سبع مناسبات سابقة، وفي الصيف القادم ستلعب سوريا في كأس آسيا للمرة الثامنة في تاريخها.

يعتبر المنتخب السوري لكرة السلة من أقدم الفرق الآسيوية، فقد تأسس عام 1948، أي قبل 12 عامًا من تأسيس الاتحاد الآسيوي لكرة السلة، والمفارقة أن مشاركته القارية الأولى كانت خارج القارة الصفراء، حيث لعب ببطولة أوروبا لكرة السلة في نسخة عام 1949، وقتها استضافت مصر البطولة، وشارك فيها إلى جانب الدولة المستضيفة كلٌ من فرنسا واليونان وتركيا وهولندا، إضافة إلى سوريا ولبنان، حيث كان من المقرر أن تقام البطولة في الاتحاد السوفييتي، إلا أن عزوف البلد الستاليني وقتها جعل مصر خيارًا بديلًا مناسبًا، وهو ما تسبب لاحقًا باعتذار العديد من المنتخبات الأوروبية عن المشاركة لأسباب لوجستية، تتعلق بصعوبة التنقل.

وفي هذه البطولة الأوروبية، خسرت سوريا بصعوبة أمام هولندا، وبفارق 3 نقاط فقط، وأمام اليونان بفارق 4 نقاط، وبفوارق شاسعة أمام فرنسا ومصر وتركيا، وانتصرت على لبنان بفارق 10 نقاط. لتحتل المركز السادس وقبل الأخير في البطولة التي كسبتها مصر.

• كأس آسيا 1999 ومشاركة متأخرة للسلة السورية
  على الرغم من كونها أحد أقدم المنتخبات الآسيوية، لم يكتب لسوريا المشاركة في كأس آسيا لأول مرة إلا في نسختها العشرين، والتي استضافتها اليابان عام 1999. وفيها احتلت سوريا المركز الثامن، بعد خسارتها أمام الصين حاملة اللقب، واليابان مستضيفة البطولة، والصين تايبيه وكوريا الجنوبية ولبنان، حيث كانت الخسارة أمام لبنان بفارق نقطة واحدة، وحققت سوريا فوزًا وحيدًا في هذه البطولة على حساب ماليزيا بفارق شاسع وصل إلى 28 نقطة.
• أفضل المشاركات في نسخة 2001
  استضافت الصين نسخة 2001 وتوجت لاحقًا باللقب، وشهدت هذه النسخة تألقًا لافتًا من السوريين، والذين حققوا المركز الرابع، وكانوا قريبين جدًا من نيل الميدالية البرونزية، حيث فازت سوريا على الكويت واليابان والهند وقطر، وخسرت أمام كوريا الجنوبية والصين، وفي لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع، خسرت سوريا أمام الكوريين بفارق نقطة واحدة فقط.
• المركز التاسع آسيويًا في نسخة 2003
  مجددًا، استضافت الصين كأس آسيا، وحافظت على اللقب، وفي هذه النسخة احتلت سوريا المركز التاسع، بعد الفوز على الأردن وهونغ كونغ والفيليبين، والخسارة أمام الصين وإيران والصين تايبيه والكويت.
• المركز الحادي عشر في نسخة 2007
  في النسخة التي استضافتها اليابان وحملت لقبها إيران، خسرت سوريا أول 4 مباريات لها أمام الصين تايبيه وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ والفيليبين، ومن ثم حققت 3 انتصارات على الكويت والهند وإندونيسيا، ما جعلها تحتل المركز الحادي عشر.
• عودة إلى المركز التاسع في نسخة 2011
  استضافت الصين هذه النسخة وتوجت بلقبها، حيث احتلت سوريا المركز التاسع بعد 4 انتصارات على إندونيسيا والإمارات "مرتين" وأوزبكستان، لكنها خسرت أمام الأردن واليابان والصين والفيليبين.
• المركز العاشر في نسخة 2017
  استضافت لبنان نسخة 2017 من كأس آسيا وتوّجت أستراليا باللقب، وفي هذه البطولة احتلت سوريا المركز العاشر بعد فوز واحد وثلاث هزائم، أتى الانتصار على حساب المنتخب الهندي، وكانت الخسارات من قبل الأردن وإيران والصين.
• الحضور الأسوأ في 2022
  احتلت سوريا أسوأ مركز لها في البطولة التي استضافتها إندونيسيا عام 2022 وتوّجت فيها أستراليا باللقب، حيث حققت سوريا المركز الثاني عشر، بعد فوز على كازاخستان، والخسارة أمام إيران واليابان ونيوزيلندا.

وبالمجمل، شاركت سوريا في سبع نسخ من كأس آسيا لكرة السلة، من أصل 30 نسخة سابقة، أفضل مركز لها كان المركز الرابع، وأسوأ مشاركة لها أتت في النسخة السابقة، حينما نالت المركز 12 في البطولة. لعبت سوريا في النهائيات الآسيوية 43 مباراة، فازت في 17، وخسرت في 26 مواجهة.