"برّا".. مظاهرة في دمشق تطالب بطرد الصحفي الإسرائيلي إيتاي أنغل

نظّم عدد من الناشطين، اليوم الإثنين، وقفة احتجاجية في ساحة الحجاز بالعاصمة دمشق تحت عنوان: "برّا، معًا لطرد الصحفي الإسرائيلي".

وقالت ميار مهنا، صحفية سورية، وواحدة من منظمي الوقفة، في حديث لـ"الترا سوريا": "إن الوقفة اليوم، جاءت بعد مجموعة أحداث وانتهاكات مارسها الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي السورية، سواء بالتوغل الذي يحدث في الجنوب وليس انتهاءً بتصريحات نتنياهو أمس". 

وكان هدف الوقفة، بحسب مهنا، منع دخول أي مستوطن إلى الأراضي السورية، والتأكيد على سيادتها ووحدة أراضيها، والتنديد بالانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال وقنواته الإعلامية وشخصياته وموظفيه وإعلاميه، مثل إيتاي أنغل وغيره. 

ولم تقتصر وقفة اليوم على طرد الصحفي وحسب، بل شملت رفض الاحتلال بكافة أنواعه وفقًا لمهنا، التي أضافت: "هذه خطوة أولى ضمن سلسلة طويلة ستترجم على الأرض بدءًا من الغد". 

وقالت شام وليد، ناشطة سورية، وواحدة من منظمي الوقفة، في حديث لـ"الترا سوريا: "بات الجيش الإسرائيلي يتسلّل إلى سوريا وينتهك سيادتها تحت ذرائع أمنية وعبر اللعب على ورقة الطائفية، وهذا كلّه تكريس للاحتلال سواء كان مباشرًا أو غير مباشر، وفصل جديد من فصول التوسّع". 

طالب المتظاهرون الحكومة السورية الجديدة في دمشق بالرد بشكل فوري على تصريحات نتنياهو الأخيرة والانتهاكات التي تحدث في الجنوب السوري عمومًا، مستنكرين صمتها

وأضافت: "بينما خرج أهل الجنوب مؤكدّين رفضهم "الحماية" الإسرائيلية، التزمت الحكومة السورية الصمت وغاب الردّ الرسمي، فكان من الواجب في الوقفة أيضًا طرح السؤال حول غياب الموقف الرسمي، والتأكيد على أننا نحن السوريون لن ننسى شهداء وضحايا الاحتلال في غزة وسوريا ولبنان".

وطالب المتظاهرون الحكومة السورية الجديدة في دمشق بالرد بشكل فوري على تصريحات نتنياهو الأخيرة والانتهاكات التي تحدث في الجنوب السوري عمومًا، مستنكرين صمتها.

وبحسب وليد، فإنه هناك الكثير من الشبه بين سوريا وفلسطين: "أرض تنتهك وحقوق تسلب". كما أكدت على أن السوريين، بوصفهم أصحاب أرض وبمختلف طوائفهم، يرفضون تدنيسها من قبل المحتل، سواء: "كان صحفيًا يدخن النرجيلة في مقهى وسط دمشق، أو جنديًا يتوسع داخل أراضيها، كما حدث في جبل الشيخ وريف درعا والجولان". 

وبدأت الوقفة بدقيقة صمت على أرواح الشهداء الذي قضوا على يد الاحتلال الإسرائيلي ونظام الأسد المخلوع في كل من غزة ولبنان وفلسطين وسوريا. ثم قام المنظمون بعد ذلك بتوزيع أوراق تحكي تاريخ هذا الصحفي. 

وليست هذه المرة الأولى التي يتواجد فيها أنغل في سوريا، إذ كان في خربة اللوز في إدلب سنة 2012، وصرّح لقناة "فرنسا 24" أنه دخل بجواز سفر أوروبي، غير جوازه الإسرائيلي. أما زيارته الثانية، فكانت إلى مناطق سيطرة القوات الكردية سنة 2014، وصوّر مقاتلي وحدة "حماية الشعب" الكردية في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2014 في محافظة الحسكة شمال سوريا، ومعهم معتقلون يُشتبه بأنهم من تنظيم "داعش". 

وفي سنة 2015، زار أنغل منطقة عين العرب (كوباني) في شمال سوريا، التي كانت مُحاصرة من قبل "داعش"، وقدم تغطية عن المقاومة الكردية حينها. أما الزيارة هذه، فهي الرابعة، وصوّر فيها فيلمًا للقناة الـ12 الإسرائيلية، عنوانه "أهلًا بكم في سوريا".

وكان أنغل قد أعلن عن فيلمه عن طريق صورة لنفسه نشرها عبر منصة "X" في مقهى من مقاهي دمشق وهو يدخن النرجيلة. كما ظهر في المقطع الترويجيّ للفيلم وهو يتجوّل في المساجد وبين الشوارع والمرافق الحكومية والعسكرية، قائلًا: "لا أصدّق أنني كإسرائيلي أتجول الآن هنا".