من "دار الأسد" إلى "دار الأوبرا".. ثقافة سوريا الجديدة
17 فبراير 2025
مع سقوط نظام عائلة الأسد، بعد أكثر من 5 عقود، استعاد السوريون أماكن كثيرة احتكرتها العائلة وربطتها باسمها، ومن بينها دار الأوبرا. فبعد أكثر من عقدين على هيمنة هذا الاسم عليها "دار الأسد للثقافة والفنون"، تحررت الدار منه وأصبحت تُعرف بـ"دار أوبرا دمشق".
لم تتحرر الدار من الاسم فقط، بل من الوظيفة التي أوكلها النظام إليها منذ تأسيسها عام 2004، وهي إقامة فعاليات ثقافية وفنية تمجده وتتغنى بإنجازاته المتخيلة. وتحت اسمها الجديد، في زمن ما بعد الأسد، عادت الدار إلى النشاط مجددًا، حيث قدّمت عدة فعاليات وعروض ثقافية وفنية بعيدة عما دأبت على تقديمه طوال عقدين من الزمن.
أولى هذه العروض أمسية موسيقية احتضنتها الدار في الثاني من شباط/فبراير الجاري وقدمتها الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، وسط حضور جماهيري كبير. وقد اختارت الفرقة، التي استأنفت نشاطها مؤخرًا بعد توقف قصير عقب سقوط النظام، عبارة "للشهداء ولمجد سوريا" عنوانًا لهذه الأمسية.
وشهدت الأمسية عرض مجموعة من الصور التي تجسد مراحل وأحداث مفصلية مرت بها سوريا منذ اندلاع الثورة في عام 2011، بما في ذلك صور لا تزال عالقة في ذاكرة السوريين لما تعبّر عنه من ألم وأسى، ولارتباطها بأحداث مأساوية مختلفة، مثل النزوح إلى الدول الأوروبية من خلال البحر الذي ابتلع أجساد مئات السوريين.
وفي التاسع من شباط/فبراير الجاري، استضافت الدار عرضًا لفيلم "الابن السيئ" للمخرج السوري غطفان غنوم. يتناول الفيلم، وهو وثائقي طويل، المأساة السورية وحكاية السوريين مع القمع على اختلاف أعمارهم، وبوسائل مختلفة تتراوح بين القمع المباشر ومحاولات التدجين. ومن خلال المزج بين حياة الراوي الشخصية ونشأة وتطور القمع في البلاد، يقدّم الفيلم ما يشبه التأريخ السياسي لسوريا على مدار 5 عقود.
وكتب غطفان غنوم في تقديمه للفيلم على صفحته في "فيسبوك": "انهار النظام القمعي الذي جثم على صدور السوريين لأكثر من نصف قرن، ومع سقوطه، تكشّفت أهوال إرثه الثقيل".
وأضاف: "في أول عرض جماهيري لفيلمي "الابن السيئ"، الذي يسرد حكاية ثورتنا وأسبابها عبر حقبتي الأب والابن، نستحضر أرواح شهدائنا الأبرار، الذين بذلوا دماءهم لنعيد المجد والكرامة إلى سوريا".
يأمل المهتمون بالفن والثقافة عمومًا أن تلعب "دار أوبرا دمشق" دورًا ثقافيًا مهمًا وملهمًا في هذه الفترة المفصلية من تاريخ سوريا، سواء عبر احتضان فعاليات ثقافية مرتبطة بالقضايا الكبرى الراهنة، مثل الانتقال السياسي والعدالة الانتقالية، أو من خلال عروض وفعاليات وأنشطة توثق للحقبة السابقة بمختلف جوانبها، عدا عن احتضان تلك التي لم تجد لها مكانًا في سوريا خلال عهد نظام الأسد.
وستكون الدار جزءًا من محاولة لإعادة بناء مشهد ثقافي جديد في سوريا يعبّر عن الشعب، لا عما يريده النظام ويرويه من سرديات وإنجازات زائفة. كما ستكون مساحة للتعبير عن شكل الثقافة في سوريا خلال المرحلة المقبلة.
الكلمات المفتاحية

هل يُورَّث العار؟ سؤال خالد خليفة المزلزل في "لم يصلِ عليهم أحد"
يؤرّخ خالد خليفة في روايته "لم يصلِّ عليهم أحد" لمرحلةٍ من تاريخ مدينة حلب، حاصدًا في سرديته خيوط التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية

وزارة الثقافة تصدر تعميمًا بمواصفات القطع الأثرية المسروقة من المتحف الوطني
أكدت وزارة الثقافة أن نشرها لمواصفات القطع المفقودة يهدف للمساعدة في تعقبها واستعادتها

"شارك كتابك".. مبادرة سورية لتعزيز ثقافة القراءة وتبادل المعرفة
تواصل المكتبة الوطنية بدمشق فتح أبوابها أمام الجمهور لليوم الثالث على التوالي، ضمن مبادرة "شارك كتابك" التي ينظمها فريق "هذه حياتي"

الجفاف يواصل تهديد القمح في شمال وشرق سوريا.. ومطر متأخر يثير الأمل الهش
يهدد الجفاف القمح في شمال وشرق سوريا رغم أمطار متأخرة أشعلت الأمل، فيما يواجه الفلاحون مخاطر متصاعدة

الشؤون الاجتماعية توضح إجراءاتها في ملف أبناء المعتقلين وتؤكد امتناعها عن التصريحات الإعلامية
أكدت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في بيان صادر عنها مواصلتها العمل على ملف الكشف عن أبناء المعتقلين قسرًا

بعثة صندوق النقد تشيد بمؤشرات التعافي وتحثّ على نظام ضريبي بسيط وشفاف يعزّز الحوكمة
بحثت بعثة صندوق النقد بدمشق تعافي الاقتصاد وخطط الإصلاح المالي والنقدي وتعزيز قدرات المؤسسات في المرحلة

بتشكيلة شابة وطموح الانتصار.. منتخبنا الوطني لكرة القدم يواجه باكستان في تصفيات آسيا
يواجه منتخبنا الوطني باكستان غدًا بتشكيلة شابة، سعيًا لتأكيد الصدارة وصقل المواهب وتحقيق فوز يعزز مسيرته الآسيوية


