استئناف صيانة الزوارق في بانياس بعد أكثر من عقد من التوقف

كشف مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، مازن علوش، عن استئناف أعمال صيانة الزوارق في مرفأ بانياس بعد توقف دام أكثر من عقد، مشيرًا إلى أن الورش المحلية المرخّصة باشرت بتنفيذ عمليات تأهيل تحت إشراف الجهات المختصة، في خطوة تعكس عودة النشاط البحري تدريجيًا إلى المرافئ السورية.

وفي تصريح خاص لموقع "الإخبارية السورية"، أوضح علوش أن الزورق التركي "يُخضع حاليًا لصيانة كاملة عبر ورشات خاصة محلية مرخصة"، لافتًا إلى أنها "تعمل تحت إشراف الجهات البحرية المختصة، وتلتزم بالمعايير الفنية المعتمدة".

وبيّن علوش أن سوريا "لا تمتلك حالياً مرفأ مستقلًا مخصصًا لأعمال الصيانة"، مشيراً إلى أن بعض الأرصفة ضمن مينائي الصيد والنزهة في بانياس "تم تجهيزها لهذا الغرض، وتُستخدم حاليًا لاستقبال الزوارق المتوسطة والخفيفة من الساحل السوري ومن دول الجوار".

واستعرض علوش الخلفية التي أدت إلى تعطل هذا القطاع، قائلًا إن "أعمال صيانة الزوارق في المرافئ السورية توقفت بشكل شبه كامل منذ عام 2011، نتيجة الانفلات الأمني والقيود الإدارية التي فرضها النظام البائد". 

وتابع علوش مضيفًا أن "النظام البائد منع غالبية الورش الخاصة من مزاولة عملها، وتعرضت للابتزاز والضغط والتضييق من قبل الأجهزة الأمنية"، وهو السبب الذي "أدى إلى تعليق عمل المئات من الحرفيين والورش الخاصة بتقديم الخدمات البحرية".

وتوقف علوش في حديثه عند أهمية إعادة تشغيل ورش صيانة الزوارق في بانياس، مؤكدًا أنها إحدى أهم الأنشطة البحرية في هذا القطاع، نظرًا لاعتماد شريحة كبيرة من أبناء المدينة عليها، مشيرًا إلى أن "كل عملية صيانة لزورق تتيح فرص عمل مباشرة لأكثر من 50 عاملًا، وتُسهم بتحسين المستوى المعيشي للأسر المحلية".

وأوضح علوش أن المهن المرتبطة بأعمال الإصلاح والصيانة تشمل "اللحام البحري، وتصنيع الأجزاء المعدنية، صيانة المحركات، والخدمات الميكانيكية"، وهي مهن توقفت خلال السنوات الماضية "بعد تعرضها للإهمال وتهميش متعمّد من قبل النظام البائد".

واختتم علوش قائلًا إن أنشطة الموانئ السورية "تزايدت عقب سقوط النظام البائد"، مشيرًا إلى أن "عشرات السفن تصل شهريًا إلى كل من مينائي اللاذقية وطرطوس لأغراض الشحن والتفريغ التجاري، وكذلك لأغراض لوجستية كالتزود بالوقود وإجراء بعض الإصلاحات".

وكانت هيئة المنافذ البرية والبحرية قد قالت عبر قناتها الرسمية على تطبيق "تليغرام"، أمس الأربعاء، إنه وصل إلى ميناء بانياس أول زورق تركي لـ"إجراء عمليات صيانة دورية"، مشيرةً إلى أن ذلك يأتي ضمن "التوجهات الرامية إلى تعزيز الخدمات الفنية واللوجستية التي تقدمها المرافئ السورية للسفن والزوارق الأجنبية".