"اللجنة التحضيرية" مع أهل الثقافة والفن.. رؤية جديدة أم إعادة تأهيل؟
25 فبراير 2025
عقدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني جلسة نقاش مع مجموعة من المثقفين والفنانين، حيث دار الحديث حول قضايا راهنة تخص الشأن الثقافي والفني في سوريا الجديدة.
وحضر الجلسة نحو خمسين شخصية من الفاعلين والناشطين في مجالات الأدب والفن والدراما. وقدم عدد منهم مداخلات تدور حول الوضع العام في سوريا، مع التركيز على حال الثقافة والفن في ظل الأوضاع السائدة.
وإثر سقوط النظام، برزت أسئلة كثيرة حول رؤية الحكم الجديد المستقبلية لدور الثقافة والفن، وخاصة في مجالات الدراما والسينما والموسيقى. ولا يخفى على المتابعين للشؤون السورية ما تحظى به هذه الرؤية (التي لم تتبلور بعد) من رمزية ودلالات، تتجاوز الثقافة والفن، إلى إعطاء مؤشرات واضحة عن شكل العلاقة مع المجتمع برمته.
وقد أثارت "جلسة النقاش" انتقادات وتحفظات عديدة، أبداها مثقفون وفنانون ممن حضروا، وممن غابوا على حد سواء.
ودارت بعض هذه الانتقادات حول المعايير التي تم اعتمادها في اختيار الأشخاص المدعوين، وحول سير الجلسة وطريقة إعداد محاورها وموضوعاتها، وضيق المساحة الزمنية الممنوحة للمتحدثين.
يكشف النقاش حول دور الثقافة والفنون في سوريا عن تحديات جوهرية تتعلق بموقعها بين السلطة والمجتمع، ومدى استقلاليتها في تشكيل الهوية الوطنية وصياغة العدالة الانتقالية
واستهجن عدد ممن حضروا أن تشهد الجلسة أصواتًا تكرر نغمة "أن هذا ليس وقت الفن"، كما تشير المخرجة جيفارا نمر في منشور على حسابها في فيسبوك. كتبت نمر: "صار مداخلات من تبع "مو وقت الفن".. وحسيت أنو طبيعي لأنو ما بيعرفو دور الفنون والثقافة بهيك لحظات من تاريخ البلد".
كما انتقدت المخرجة اعتماد بعض الحاضرين لغة "خطابات ولعي وبيانات سياسية.. أكل عليها الدهر وشرب، من اللجنة ومن كذا ممثل".
ولفتت جيفارا نمر إلى ملاحظة تكررت على ألسنة كثيرين، وهي أن الممثلين والممثلات باتوا يختزلون ــ في فهم المسؤولين الجدد ــ المشهد الثقافي كله. الثقافة اختزلت بالدراما والدراما اختزلت بالممثلين، فانحسر حضور الروائيين والشعراء والمخرجين وكتاب السيناريو..
وإذا كانت المخرجة قد فسرت الأمر بأن "الحكومة الجديدة مقتنعة بما يملكه الممثلون/ات من تأثير كبير على الرأي العام"، فإنها تستهجن وجود نحو أربعين ممثلًا وممثلة من أصل خمسين شخصًا حضروا جلسة النقاش، أما العشرة الآخرون فتوزعوا على "عالم الإدارة الثقافية والفنون الأخرى ومنها مسرح، فن تشكيلي، سينما، موسيقا".
وتوجه جيفارا نمر نقدًا إلى الإعلام الذي غطى الجلسة، إذ تجاهل المداخلات الهامة التي تناولت قضايا جدية وملحة، ليركز بالمقابل على النجوم والمشاهير، "وتحديدًا يلي كانوا مستفيدين من النظام الأسدي.. لأنو هاد الترند أحلى وبيسلي كتير".
بالمقابل أكدت القيّمة الفنيّة آلما سالم، التي حضرت الجلسة، أن "آلية الحوار كانت مفتوحة للمشاركة لمدة دقيقة واحدة للمداخلة، وسمحت بمشاركة كل من طلب الكلام ولم يغفل طلب أحد". وقالت سالم في منشور على حسابها في فيسبوك إن اللجنة قبلت "الأوراق المكتوبة مسبقاً او لاحقاً لأخذها بعين الاعتبار في مخرجات اللقاءات التحضرية والمؤتمر".
وأضافت أن العديد من الحاضرين قد أكدوا "على مجموعة من الأولويات والنقاط ومنها أن الدراما على أهميتها ووسع تأثيرها هي احدى الفنون وليس جميعها، وذكر المسرح والرقص وفنون الاداء والكتابة والنشر والشعر والرسم والفنون التشكيلية والسينما الوثائقية وسواها".
تحديات جوهرية
يكشف النقاش حول دور الثقافة والفنون في سوريا عن تحديات جوهرية تتعلق بموقعها بين السلطة والمجتمع، ومدى استقلاليتها في تشكيل الهوية الوطنية وصياغة العدالة الانتقالية. بينما ركزت جلسة الحوار على أهمية الثقافة كأداة لإعادة البناء، فإن الإشكالية الأعمق تكمن في إعادة إنتاج نفس المنظومات القديمة دون مساءلتها، كما يشير مقال رنا يازجي، "في سعينا إلى العدالة" في موقع الجمهورية. إن الثقافة لا يمكن أن تُختزل في مطالب شكلية، بل يجب أن تكون فاعلًا أساسيًا في المصالحة الوطنية، وإعادة بناء العقد الاجتماعي على أسس أكثر شمولًا وعدالة. تحقيق ذلك يتطلب تجاوز النخب الثقافية إلى فضاء مجتمعي أوسع، حيث تصبح الفنون والتعبيرات الثقافية وسيلة للحوار والانفتاح بدلًا من أن تبقى مجرد أدوات بيد السلطة أو نخب منفصلة عن الواقع.
الكلمات المفتاحية

وضاح سلامة: خائفٌ على مستقبل النحت في سوريا
يُفضّل وضاح سلامة اعتماد كلمة "البحث" في توصيف علاقته مع النحت، ذلك أن ثلاثين عامًا من الاشتغال على المعدن والحجر والخشب، وغيرها من الخامات، سمحت له بالكثير من التجارب والمحاولات

فيصل بني المرجة: يمكن للفن أن يكون أداة للتغيير
بين سوريا حيث الجذور، والمهجر والغربة والصقل، راكم المخرج فيصل بني المرجة تجربة إخراجية وإنسانية لافتة

نساء يسردن قصصًا عن الحرب.. نكتب كي لا تموت الحقيقة
كانت الأمسية القصصية التي نظمتها مؤخرًا "جمعية عاصمة السلام" في حمص، تتويجًا لورشة "كتابة القصة الشخصية"، بإشراف الحكواتي والممثل المسرحي بسام داوود، وذلك في دير الآباء اليسوعيين في حمص

وزارة النقل توضح أسباب وقف استيراد السيارات المستعملة
كشفت وزارة النقل السورية عن الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ قرارها الأخير، الذي يقضي بإيقاف استيراد السيارات المستعملة

مجموعة "بريكس" تدين احتلال إسرائيل أراضٍ جديدة في سوريا وتدعم وحدتها
أدانت الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" احتلال إسرائيل لأجزاء جديدة من الأراضي السورية، داعية إياها إلى الانسحاب منها بشكل فوري

بعد تحقيقهما العلامة الكاملة.. انطلاقة قوية للكرامة وأهلي حلب في "بلاي أوف" الدوري الممتاز
أسفرت نتائج الجولة الأولى عن تحديد ملامح الصراع على اللقب بعد أن حقق الكرامة وأهلي حلب العلامة الكاملة

استخراج مكتبة مدفونة منذ 10 سنوات في دير الزور لحمايتها من نظام الأسد
تداول نشطاء على منصات التواصل مقطعًا مصورًا يُظهر لحظة استخراج نحو ألفي كتاب كانت مخبأة تحت الأرض في قرية التبني بريف دير الزور