خليل صويلح يوقع روايته "ماء العروس" في مقهى الروضة بدمشق
22 فبراير 2025
أقام الروائي السوري خليل صويلح، يوم الخميس، حفل توقيع روايته الجديدة "ماء العروس" في مقهى الروضة بمدينة دمشق، وحضر الحفل حشد كبير من المثقفين والكتاب والأدباء السوريين.
وتستعرض الرواية الصادرة عن "شركة المطبوعات للتوزيع والنشر"، والتي تقع في 179 صفحة من القطع المتوسط؛ تجربة القمع السلطوي، الذي يخلف وراءه آثارًا عميقة على وعي وإرادة البشر العاديين، خاصةً في ظل النظام البائد للأسدين الأب والابن.
وخليل صويلح من مواليد الحسكة 1959، وقد نال عددًا من الجوائز منها "جائزة نجيب محفوظ" و"جائزة "الشيخ زايد للكتاب". وإضافة إلى نتاجاته الروائية هو صحفي يكتب في عدد من الصحف والمجلات العربية، وحاز على جائزة دبي للصحافة والإعلام.
"ماء العروس" هي الرواية العاشرة له، ومن أعماله الروائية الأخرى: "ورّاق الحب"، "بريد عاجل"، "سيأتيك الغزال" و"جنّة البرابرة".
حضر "ألترا سوريا" حفل توقيع الرواية وأجرى حوارًا مع كاتبها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
- أين تقع هذه الرواية في مشروعك الروائي؟
أظن أن هذه الرواية مراجعة لما سبقها من روايات، بمعنى أنني استعادت شذرات من روايات سابقة واشتغلت عليها بتحديقة أخرى، بقصد نسف ما هو يقيني ونهائي لمصلحة الارتياب ومنح التخييل طاقة قصوى.
- ما هي المرجعيات الحكائية والإحالات الحكائية والسينمائية التي اعتمدتها في كتابة هذه الرواية؟ ولماذا؟
في حال كنت روائيًا، ماذا تفعل حين تجد في درج مكتبك فلاش ميموري اهملتها طويلًا خشية أن تواجهك أسئلة جوهرية في الكتابة عن مناطق شائكة لا ترغب الاشتباك معها؟ لعلها لعنة المسودات التي لم تكتمل أو إنها رواية مؤجلة ينبغي فحص ما ينقصها من مرويات حتى لو كنت تخوض في حقل ألغام! هكذا يشتبك المؤلف مع الروائي والمروي عنه في رسم خرائط متداخلة تبعًا لاحتدامات الذاكرة وشجاعة الاعترافات: طفولة منهوبة ومعذّبة يستدعيها الروائي لترميم صور مغبّشة لم يفكّكها كما ينبغي في رواياته السابقة، محاولًا تقليب التربة بمحراثٍ آخر، بالإضافة إلى وقائع راهنة وضعته في مهبّ أسئلة صعبة عن معنى الفقدان والإذلال والخنوع، وهو بذلك يختزل تاريخ بلاد منكوبة بإشارات خاطفة تمزج الشخصي بالعام، والأسطورة بخشونة العيش، والأحلام بالكوابيس، والغريزة بيقظة الحواس، والجنازات بقصص العشق، ورمال الصحراء ببياض أجراس القطن. هنا يستدعي الراوي سيرة طفل ينشأ في الصحراء تطارده صورة الأب مخفورًا بحبل وراء حصان دركي من حرس الحدود بعد أن صفعه الدركي على مرأى من عيني الطفل. ستتحول الحكاية لاحقًا إلى تشريح صورة الإذلال وطبقات الخنوع بالتوازي مع انقلاب حزب البعث واستلامه السلطة عام 1963. سيكون هذا التاريخ قوسًا مفتوحًا إلى اليوم بما يخص سيرة الابن الذي يسعى لتدوين سيرة الأب الذي ينتصر على لحظة العار بالهجرة من البادية إلى ضفاف النهر للعمل كطبيب أعشاب. عند هذا الحد يودع الطفل ذاكرة الرمل ليعيش ذاكرة النهر. فتبزغ صورته وهو يغوص في عمق النهر للشرب من ماء العروس، الماء الزلال كمن يتطهر من آثام الأمس. على المقلب الآخر سنتعرف على مشّاء في شوارع دمشق اليوم يطارد شخصياته في أزقتها ومقاهيها وعمارتها العتيقة مثل طوبوغرافي في متاهة. يتخذ من حي ساروجة الدمشقي فضاءً سرديًا ومعماريًا، كما يتوقف عند لحظة استثنائية، لحظة الحريق الذي نشب في "مركز الوثائق التاريخية" وفقدان خمسة ملايين وثيقة تاريخية تشكّل كنزًا لتاريخ المدينة.

اختيار مهنة الروائي كراوٍ للوقائع أتاح أمامي فحص الحكي الشفوي والمكتوب والمسافة بينهما وذلك تبعًا لمرويات الجدة من جهة، وبعض حكايات "ألف ليلة وليلة" من جهةٍ ثانية.
- كيف يتزامن صدور الرواية وموضوعها مع الحالة السورية الجديدة بعد سقوط الأسد؟
حين شرعت بكتابة هذه الرواية، قررت أن أنبش كل ما هو مخبوء ومحظور بقوة دفع الحدس أولًا، الحدس بأن كل ما عشناه من طغيان سينتهي بطريقة ما قبل أن تصدر الرواية، ذلك أن حالة التآكل والانسداد السياسي بلغتا الذروة. وعلى هذا الأساس كان حزب البعث وما خلّفه من خراب في حياتنا في مرمى السرد مباشرة: الإهانة التي أصابت الأب في مقتل، صعود وهزيمة جاسم عطية، خوف الراوي والمروي عنه، العفونة التي كانت تنبعث من هواء المخفر ثم هواء البلاد بأكملها.
- إحدى الموضوعات الرئيسية في الرواية هي القمع، هل أبطالك السوريون في الرواية أبطال مقهورون، بحسب وصف مصطفى حجازي؟
ترد عبارة مقتبسة من عنوان رواية لدوستويفسكي هي "مذلون مهانون"، ربما كانت هذه العبارة تلخّص أحوال شخصيات الرواية على أفضل ما يرام لجهة الأذى الجسدي والروحي.
- تتنقل مكانيًا على امتداد الجغرافية السورية في الرواية بين البادية والريف والمدينة، كيف تصور هذه الفضاءات على اختلافها؟
أنا أحد الذين ارتحلوا ضمن هذه الجغرافية المتشعبة، من دون أن ألجأ إلى تدوين سيرة شخصية كما يظن بعض القراء، لكن ما عشناه ونعيشه هو لحظة بدوية بامتياز. هناك خيول أصيلة جرى تهجينها على مراحل، وما بدا أنه لحظة تنويرية في حقبة ما تكشّف عن بداوة عميقة الجذور تناسلت على قبائل وعشائر وطوائف وقطّاع طرق، وتاليًا فإن الرواية هنا تسعى إلى تفكيك هذه السلالات بفحص بنية الحكاية ومدلولاتها ومآلاتها.
- هذه هي روايتك العاشرة، هل يمكننا القول إن ميزة خليل صويلح الرئيسة هي غزارة إنتاجه، إضافة لفن اختيار الحكايا؟
لست غزيرًا إلى هذا الحد، لعلني أرمم نصًا واحدًا كلما اكتشفت نقصانه، وذلك بالاشتغال على المحو والإضافة، تبعًا لمقدرتي على التخييل اللاحق.
- ختامًا، هل ثمة تصور عن مشروعك الروائي كاملًا؟
لا أملك تصورات. تبزغ الرواية بالنسبة لي من سطرٍ واحد يداهمني مثل مخاض مفاجئ لفلاحة كانت تقطف القطن قبل قليل من الصرخة الأولى لوليدها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقتطف من رواية "ماء العروس"
سيصرف ثمانية وعشرين عامًا من حياته، كما لو أنه كان يرقد فوق بيوض الوهم التي تكشّفت عن ديوكٍ هزيلةٍ ليس بإمكانها الطيران إلى أبعد من مترٍ واحد قبل أن ترتطم أجنحتها بالأرض الصلبة. سوف يدير الصبي وجهه جانبًا، وهو يقبض على ساقي الخروف المبطوح أرضًا بعنقٍ مكشوف أمام سكين الأب، كي لا يرى شخب الدم، وسيلجأ إلى غرفته هربًا من منظر ثور لحظة ذبحه في عيد الأضحى، وسيشهد انقلابًا عسكريًا واحدًا على الأقل، وحروبًا خاسرة، ومذابح، ومجاعات. كما أنه لم ينم على سرير منذ أن هجر قاع البانيو خشية أن تعاوده كوابيسه القديمة. كان واحدًا من أولئك الذين تعلّموا القراءة والكتابة والنوم بوضعية المقاتل منبطحًا. يفترش الأرض كما لو أنها سجّادة سحرية، يصحب السندباد البرّي في مغامراته العجائبية على ضوء مصباح الكاز، ويجتاز المسافات خببًا على ظهر حصان لإنقاذ أميرة مخُتطفة، ويشتبك مع قراصنة، وقطّاع طرق، ووحوش مفترسة في معارك ضارية. كانت هذه الحكايات تتسلل إلى ذاكرته بصوت الجدّة ولهجتها البدوية وحبكاتها المشوّقة، لا كما هي مدوّنة في الكتب التي قرأها لاحقًا. الغريب أنه كلما زار مكتبة، ووقف أمام رفوف الكتب، تهبُّ من الصفحات رائحة كيروسين في أنفه، وفي الوقت نفسه تتسرّب من مسامات جلده رائحة جسد مهيرة وهما متعانقان بين شجيرات حقول القطن، أو في ظلال شجيرات عبّاد الشمس، أو في عتمة حظيرة الدواب.
الكلمات المفتاحية

وضاح سلامة: خائفٌ على مستقبل النحت في سوريا
يُفضّل وضاح سلامة اعتماد كلمة "البحث" في توصيف علاقته مع النحت، ذلك أن ثلاثين عامًا من الاشتغال على المعدن والحجر والخشب، وغيرها من الخامات، سمحت له بالكثير من التجارب والمحاولات

فيصل بني المرجة: يمكن للفن أن يكون أداة للتغيير
بين سوريا حيث الجذور، والمهجر والغربة والصقل، راكم المخرج فيصل بني المرجة تجربة إخراجية وإنسانية لافتة

نساء يسردن قصصًا عن الحرب.. نكتب كي لا تموت الحقيقة
كانت الأمسية القصصية التي نظمتها مؤخرًا "جمعية عاصمة السلام" في حمص، تتويجًا لورشة "كتابة القصة الشخصية"، بإشراف الحكواتي والممثل المسرحي بسام داوود، وذلك في دير الآباء اليسوعيين في حمص

وزارة النقل توضح أسباب وقف استيراد السيارات المستعملة
كشفت وزارة النقل السورية عن الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ قرارها الأخير، الذي يقضي بإيقاف استيراد السيارات المستعملة

مجموعة "بريكس" تدين احتلال إسرائيل أراضٍ جديدة في سوريا وتدعم وحدتها
أدانت الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" احتلال إسرائيل لأجزاء جديدة من الأراضي السورية، داعية إياها إلى الانسحاب منها بشكل فوري

بعد تحقيقهما العلامة الكاملة.. انطلاقة قوية للكرامة وأهلي حلب في "بلاي أوف" الدوري الممتاز
أسفرت نتائج الجولة الأولى عن تحديد ملامح الصراع على اللقب بعد أن حقق الكرامة وأهلي حلب العلامة الكاملة

استخراج مكتبة مدفونة منذ 10 سنوات في دير الزور لحمايتها من نظام الأسد
تداول نشطاء على منصات التواصل مقطعًا مصورًا يُظهر لحظة استخراج نحو ألفي كتاب كانت مخبأة تحت الأرض في قرية التبني بريف دير الزور